اعتبر عضو كتلة "الوسط المستقل" النائب علي درويش أن المخرج الذي تم اعتماده لحل حادثة قبرشمون وبالتالي الأزمة الحكومية قد يراه البعض غير كاف وقد يصف المصالحة بالهشة، لكن ما يعنينا أن هذا المخرج أدى لوقف حالة الاستنزاف الاقتصادي والسياسي ما كان سيؤدي بالبلد ولو استمرت الى شفير الهاوية، لافتا الى ان الارقام التي تم تعميمها عن الخسائر اليومية التي كان يتكبدها لبنان اضافة لتحذيرات وزير المال من خطورة استمرار الوضع على ما كان عليه، يتوجب ان تشكل حافزا لكل السياسيين لعدم تكرار التجربة السابقة، مع تعويلنا على وعي وحكمة رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة لمنع تفجر أزمة مماثلة من جديد.
ورأى درويش في حديث لـ"النشرة" اننا لا نزال قادرين على تفادي أي تصنيف سلبي للبنان من قبل وكالات التصنيف العالمية، موضحا ان وكالة "ستاندرد أند بورز" وجهت 50 سؤالا للحكومة، وبالتالي الأجوبة التي ستحصل عليها اضافة لكيفية ادارة الملف المالي في هذه المرحلة انطلاقا من الموازنة الجديدة التي حملت صيغة اصلاحية ولو متواضعة، عوامل اساسية ستحدد التصنيف الذي سيناله لبنان.
وردا على سؤال، تحدّث درويش عن جملة اولويات يتوجب على الحكومة الانصراف لمعالجتها، أبرزها: تطبيق الموازنة وخاصة الصيغ الاصلاحية فيها ما يعطي جدية بمقاربة الامور، حسن استعمال أموال "سيدر"، وضع خطة اقتصاديّة، ايجاد حلول لملفّ النفايات والمضي بتنفيذ خطة الكهرباء، مشيرا الى ان اعتماد مقاربة صحيحة لهذه الملفات من شأنه ان يعيد انتظام العمل كما يطمح اللبنانيون.
وتطرق درويش لأزمة النفايات، لافتا الى انه تضامن مع أهالي تربل حين خرجوا لاعلان رفضهم تحويل منطقتهم الى مكب للقُمامة، وتماشيا مع القانون الذي في وزارة البيئة والذي يقول بعدم فتح مكبات الا بموافقة الأهالي. واعتبر انه لم تتم مقاربة الموضوع بشكل علمي وصحيح، كما تتم مقاربة الملف ككل على صعيد لبنان. وقال: "للاسف لم نتمكن حتى الساعة من التوصل لوضع خطة وطنية على مستوى لبنان ككل تقول باعتماد المطامر او المحارق او اي تقنية أخرى، وهذا ما يجعل كل منطقة تنصرف بمعالجة نفاياتها ضمن نطاقها البلدي، ومن هنا كان اعتراضنا على تحويل منطقة معينة كبش فداء، في ظل وجود دراسات بيولوجية متناقضة خاصة وان احداها تتحدث عن خزّان مائي في جبل تربل سيتلوث بفعل اقامة مطمر في المنطقة".
وشدّد درويش على ان ملف النفايات داهم يستدعي حلا علميا بعيدا عن المقاربات المجتزأة والثانوية غير الجدية، لافتا الى ان "المشكلة الاساسية في هذا البلد هي بتحويل كل ما هو موقّت الى دائم، ففي طرابلس مثلا هناك مكب موقت منذ ثمانينات القرن الماضي وقد بلغ علوّ اليوم 30 مترا وبدأ يهوي في البحر". وأضاف: "يطرحون الفرز من المصدر كبديل، لكننا حتى الساعة لم نتمكن من ان نفرض على الناس اعتماد هذا الحل الذي لا شك يحول النفايات مصدر موارد ماليّة".